-
التقويم القمريّ ضرورة من ضرورات الإسلام، وإلحاق التاريخ الشمسيّ بالقمريّ كما هو مألوف في عصرنا هذا عمل خاطئ قد طُبِّق اليوم نتيجة الغفلة عن مفاسده و مثالبه. و يجب على الأقطار الإسلاميّة كافّة ـ تبعاً لضرورة الدين ـ أن تترك التاريخ الشمسيّ الذي شاع في أوساطها بسبب تغلغل الاستعمار الكافر.
التقويم الهجري في المجتمع الإسلامي
-
إنّ أحد الأركان المهمّة للوحدة الإسلاميّة هو توحيد التاريخ الذي ينبغي أن يُعمَلَ به على أساس التاريخ الهجريّ القمريّ الذي لا ريب فيه من حيث اتّفاق المسلمين و إجماعهم عليه، و من منظار التاريخ، و الحديث، والسيرة النبويّة الشريفة.(۱)
-
[و] لدى تأليف كتاب «معرفة الإمام» من سلسلة العلوم و المعارف الإسلاميّة وجدتُ حاجة مُلحّة لكتابة مقدّمة وتمهيد لواقعة غدير خمّ بحثاً في أوضاعها و جوانبها…. وما اتصل بها من خصائص الوقائع والملابسات…. و من تلكم الوقائع خطب النبيّ صلّى الله عليه و آله في مكّة، و في أرض عرفات و منى. وقد ورد ذكر «النسيء» في خطبته في مسجد الخيف بمنى يوم عيد الأضحى….. و النسيء هو تأخير أداء الأحكام و التكاليف المقرّرة في شهر معيّن إلى شهر آخر، و تأجيلها إلى زمن لاحق. و قد عدّ رسول الله صلّى الله عليه و آله هذا النسيء ـ استشهاداً بآية من القرآن ـ زيادة في الكفر، و أعلن أنَّ الفرائض و الأعمال العباديّة ينبغي أن يؤتى بها على طباق الشهور القمريّة، و هي اثنا عشر شهراً، أربعة منها حُرُم هي: رجب، و ذو القعدة، و ذو الحجّة، و المحرّم. و يحرم تأجيل الحجّ و سائر الواجبات عن وقتها المعيّن في الشرع وفقاً للشهور القمريّة.(٢)
-
و بحول الله و قوّته تبسّطتُ في الحديث عن هذا الموضوع، و التحقيق لاستقصاء أطرافه و جوانبه…. و أتممتُ هذا البحث الرائع و النفيس جدّاً، فأصرّ بعض العلماء و الأعلام على طبعه في رسالة مستقلّة ليكون في متناول أيدي الناس عامّتهم، و لا تقتصر الاستفادة منه على من يطالع كتاب «معرفة الإمام» فحسب.